«فايننشال تايمز»: بحر قزوين يواجه أدنى مستوى له في التاريخ بسبب التغير المناخي

«فايننشال تايمز»: بحر قزوين يواجه أدنى مستوى له في التاريخ بسبب التغير المناخي
بحر قزوين يواجه أدنى مستوى له في التاريخ بسبب التغير المناخي

أعلن مسؤول بيئي أذربيجاني أن بحر قزوين يقترب من بلوغ أدنى مستوى له على الإطلاق، نتيجة لتأثيرات التغير المناخي التي تُصيب أكبر بحيرة داخلية في العالم. 

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن رئيس قسم السياسات البيئية في وزارة البيئة الأذربيجانية، فايغ متاليموف، اليوم الأحد، أن تراجع مستويات المياه أصبح أكثر وضوحًا منذ عام 1995، وأن التغير المناخي يُعد من العوامل الرئيسية المسببة لهذا الانخفاض الكبير في المياه.

وتشير التوقعات إلى أن مستويات المياه في بحر قزوين ستصل في نهاية العام الجاري إلى مستويات منخفضة قد تتجاوز الرقم القياسي الذي سُجل في أواخر السبعينيات عندما انخفض البحر إلى 29 مترًا تحت مستوى سطح البحر بسبب سدّ روافده.

تأثيرات التغير المناخي

تُواجه العديد من البحيرات الداخلية الأخرى في المنطقة ضغوطًا مشابهة، مثل بحر آرال الذي اختفى تدريجيًا على مدار خمسين عامًا، ومع ذلك، أوضح الخبراء أن اختفاء بحر قزوين بشكل كامل أمر غير محتمل بسبب عمق الحوضين الأوسط والجنوبي، ولكن من المحتمل أن تتعرض العديد من المدن الساحلية والموانئ لضغوط شديدة بسبب هذا التراجع، حيث تشير الدراسات إلى أن المناطق المحيطة بالحوض الشمالي الضحل قد تتعرض للجفاف.

وفي دراسته التي نُشرت العام الماضي في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، توقّع الباحث روهيت سامانت أن تشهد مستويات البحر انخفاضًا بين 8 و14 مترًا بحلول نهاية هذا القرن بسبب التغيرات المناخية.

وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية أدى إلى زيادة التبخر من البحر، بينما تغيرت أنماط الأمطار والرياح، وهو ما أثر على مستويات المياه في بحر قزوين.

الأزمة الاقتصادية والبيئية

انخفض مستوى مياه بحر قزوين في عام 2023 بحوالي 30 سم مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 28.99 متر تحت مستوى سطح البحر، يعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى انخفاض تدفقات المياه من نظام نهر الفولغا، الذي يمتد عبر مسافة 3500 كم في روسيا.

في أغسطس الماضي، ناقش رئيس أذربيجان إلهام علييف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تراجع البحر، محذرًا من تأثيرات هذا التراجع على الاقتصاد والبيئة، خاصة مع تزايد القلق من تأثيراته على الموانئ والمنصات النفطية.

أشار متاليموف إلى تشكيل مجموعة عمل إقليمية تضم مسؤولين حكوميين وعلماء وخبراء لفهم تأثيرات تراجع بحر قزوين على البنية التحتية الساحلية، بما في ذلك الموانئ والمنصات النفطية.

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 90% من إيرادات أذربيجان تأتي من صادرات النفط والغاز، وهو ما يساهم في تفاقم المشكلة نتيجة للتغير المناخي.

قطاع الطاقة والنقل البحري

قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سانت أندروز، ريك فون، إن تراجع مستويات المياه يشكل تهديدًا للبنية التحتية للطاقة في المنطقة، خاصة مع غياب الاتفاق حول مدى تراجع مستوى المياه، حذر من أن هذا التراجع قد يؤثر على عمليات بناء البنية التحتية وتطوير مشاريع الطاقة، كما أوضح أن تراجع المياه يُسبب انخفاض "قدرة التحميل" للسفن، ما يؤدي إلى تقليص الكميات المنقولة من البضائع.

دعوات للتدخل العاجل

في قمة "كوب29"، حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، من أن بحر قزوين يُواجه تهديدًا كبيرًا من "الأزمة الكوكبية الثلاثية"، التي تشمل التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث.

كما أكدت أن هذه الأزمة تُعد "أزمة إنسانية"، حيث إن تراجع بحر قزوين سيؤدي إلى تدمير النظم البيئية، ويهدد سبل العيش، ويؤثر على الأمن الغذائي والاستقرار في المنطقة.

تهديد للحياة البحرية

يشتهر بحر قزوين بكونه موطنًا لأسماك الحفش البرية، المصدر الرئيسي للكافيار، ويمثل 90% من آخر مخزون عالمي لهذه الأسماك، بالإضافة إلى فقمة بحر قزوين المهددة بالانقراض.

وفي حدث هام خلال قمة "كوب29"، أشار بعض الحضور إلى صدمتهم من التراجع الواضح في مستوى البحر حول مدينة باكو، وتم عقد عشاء خاص في منزل كان يقع تاريخيًا على شاطئ البحر، لكن الحضور أكدوا أن هذا المنزل أصبح يطل الآن على الأراضي الطينية نتيجة تراجع مستوى المياه.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية